روائع مختارة | قطوف إيمانية | الرقائق (قوت القلوب) | ســلام عليكم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > الرقائق (قوت القلوب) > ســلام عليكم


  ســلام عليكم
     عدد مرات المشاهدة: 4772        عدد مرات الإرسال: 0

في ظل أجواء الثورة على الظلام، والفَسَدة واللصوص، شعَرْتُ بالشوق والحنين إلى العادلين المتقين الزاهدين.

اشتقتُ إلى الشفيق الرحيم الحنون، إلى أحبِّ الرجال، إلى رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم إلى رفيق الرسول في هجْرته، إلى الصِّدِّيق، إلى جامع خِصال الخير، وأسبق الناس إليها.

الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم يسأل أصحابه: «مَن أصبَح منكم اليوم صائمًا؟ مَن تَبِع منكم اليوم جنازة؟ مَن أطعَم منكم اليوم مسكينًا؟ مَن عاد منكم اليوم مريضًا؟»، في كل مرة كان يُجيب الصِّدِّيق: أنا، فقال عليه السلام: «ما اجْتمعْنَ في امرئ، إلاَّ دخَل الجنة».

يا سيِّدي أبا بكر، نحن محرومون مقهورون، قادتُنا ظلَمَونا وجوَّعونا، وملؤوا السجون بالمسلمين، والتهمة رأْيٌ أو كلمةُ حقٍّ قد يكون قالَها بينه وبين نفسه حتى.

السلام عليك يا سيِّدنا عمر، السلام عليك أيها الفاروق، قرأتُ في أخبارك أنَّك قلتَ: لو ماتتْ شاة على شطِّ الفرات ضائعة، لظننتُ أنَّ الله عزَّ وجلَّ سائلي عنها يوم القيامة"!

شاة؟ الله أكبر، فكيف إحساسك بالبشر؟!

أيُّ عدلٍ، وأيُّ رِفْقٍ، وأي مسؤوليَّة هذه؟! تعالَ وانظرْ كيف أنَّ الحاكم عندنا تبلغ ثروتُه المليارات من الدولارات، بينما أربعون في المائة من رعيَّته يعملون بوظيفتين وثلاث، لتأمين الخُبز وحْدَه، دون شيء آخر إلى جواره.

أمام البقيع وقفتُ، سلَّمت على سيدنا الحَييِّ السخيِّ، مجهِّز الغزوات، ومُنفق الأموال والثروات في سبيل الله، ماذا ستفعل يا سيدنا عثمان لو عرَفت أنَّ قادتنا عادَوْا المسلمين وقاتَلُوهم، يُرضون بذلك اليهود والكفار؟! ماذا ستفعل لو علِمتَ أنهم خَذَلوا المسلمين، ونصروا الأعداء؟!

سلامًا وتقديرًا إلى الباحث عن الحقيقة الشجاع الذي قال الله عنه: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ} [البقرة:207]، أبي يَحيى صُهَيب الرومي.

وفي الطريق إلى أُحُد، إلى الجبل الذي يحبُّ الرسول وأصحابه، ويبادلونه الحبَّ.

أرسلتُ سلامًا إلى العراق، لأُحيي البطل البارع الشديد في ميادين القتال، سلام إلى أوَّل المسلمين من الصِّبيان، سلام إلى أوَّل فِدائي في الإسلام، سلام إلى ابن عمِّ رسول الله، علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه، سلامي مُشتاق إليك وإلى تضحياتك وبطولاتك.

وسلام إلى الشام أُرْسِله مع الأنسام عذبًا إلى مؤذِّن رسول الله كعذوبة صوْته، إلى بلال، ذكرتُك سيدَنا بلالاً، فتخيَّلت المدينة ارْتجَّت بكاءً، كما فعلت يوم أذَّنتَ أوَّل مرة بعد وفاة الرسول صلَّى الله عليه وسلَّم ألا تعود فتؤذِّن؟ فترقِّق قلوبًا قسَتْ، فغَدَت أشدَّ من الحجارة قسوةً، وأُحُد الجبل مثَلٌ على ذلك، فقد إرتَجَف عندما صَعِد عليه رسول الله وأبو بكر، وعمر وعثمان، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: «اثبُتْ أُحُد، فإنما عليك نبي وصِدِّيق وشهيدان».

ها هو أُحُد شامخ أمامي، ظلَّ شاهدًا على قَصص بطولات وأبطال، السلام عليك يا سيِّدَ الشُّهداء، السلام عليك يا حنظلة، السلام عليك يا عمرو بن الجموح، أيها الشيخ الذي رجوتَ الله أن تَطأ بعَرْجتك الجنة، فرزَقك الله الشهادة.

كثيرون كثيرون هم أصحاب رسول الله، أعجز لضَعفي وعَظَمتهم عن إحصائهم، وإحصاء مناقبهم وفضائلهم.

نحبُّكم يا أصحاب رسول الله، فأنتم مَن نصَرَ الرسول الحبيب، ووقَف إلى جواره، وفداه بالرُّوح والمال والولد، أنتم مَن أعان الرسول، فأقمتُم دولة إسلاميَّة عظيمة، ما زلنا نفخَر إنتمائنا إليها، ونفخر أنَّكم أجدادنا، ونعود إلى سِيَركم نستقي منها العِبَر، ونتعلَّم كيف يكون حبُّ الله ورسوله، نتعلم المسؤولية ورعاية الرعيَّة، نتعلَّم البطولة والعزَّة، وكيف نؤثِر الآخرة الباقية على الدنيا الفانية، ونتعلم الدعوة إلى الله، ونُصرة دين الله.

نحبكم وحبُّكم فريضة، نحبُّكم كما أحَبَّكم وأوْصَى بكم رسول الله: «الله، الله في أصحابي، لا تتخذوهم غَرَضًا بعدي، فمَن أَحَبَّهم، فبحبي أحَبَّهم، ومَن أبغضَهم، فببُغْضي أبغَضَهم، ومَن آذاهم، فقد آذاني، ومَن آذاني، فقد آذى الله، ومَن آذى الله، يوشِك أن يأخذَه».

ونحبُّكم، لأنكم جمَّلتم وأثريتُم التاريخ بأفعالكم التي ستبقَى خالدة، كخالد بن الوليد البطل القائد الذكي، لأن قَصصكم من أحلى ما يُروى لأبنائنا، فتمتلئ عقولُهم وقلوبهم بكم، وبصفاتكم وخِصالكم، فيثورون على الظلم، ويُحَرِّرون ما إغتُصِب، ويَملؤون الأرض عدلاً ونورًا، كما فعلتُم.

الكاتب: إيمان شراب.

المصدر: موقع منبر الداعيات.